خطورة الترويج للتعددية الدينية في المجتمعات الإسلامية
تهديد للعقيدة ووحدة الأمة
مقدمة: التعددية الدينية بين دعاوى الانفتاح وخطر المساس بجوهر العقيدة الإسلامية
في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر، ووسط موجات العولمة الفكرية والثقافية، تتعالى الأصوات المنادية بما يعرف بـ"التعددية الدينية" بوصفها مدخلا لتحقيق التفاهم والتسامح بين أتباع الأديان المختلفة. وتطرح هذه الفكرة في الغالب تحت شعارات براقة مثل: "التعايش السلمي"، و"قبول الآخر"، و"الاحترام المتبادل"، وهي مصطلحات قد تبدو إيجابية في ظاهرها، لكنها تنطوي في كثير من الأحيان على مضامين خطيرة تمس جوهر العقيدة الإسلامية.
ففي الإطار الإسلامي، لا ينظر إلى التعددية الدينية بوصفها مجرد دعوة للسلام أو التفاهم، بل تعد مفهوما يحتاج إلى وقفة تأمل ونقد عميق، لأنها تتجاوز حدود التعايش المشروع إلى حد الإقرار الضمني بشرعية الأديان المحرفة والباطلة، بل وتروج لفكرة تساويها مع الإسلام في الحق والصواب. وهذه الدعوى تخالف الأسس العقدية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وعلى رأسها مبدأ التوحيد الخالص لله تعالى، الذي يعد الركن الأعظم في عقيدة المسلم، والذي لا يتحقق إلا بالإيمان المطلق بأن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، وأن ما سواه من الأديان، بعد بعثة النبي محمد ﷺ، مرفوض شرعا ولا يقبل عند الله.
ومن هنا، فإن مناقشة مفهوم التعددية الدينية ليست مسألة ثانوية أو جدلية عابرة، بل هي قضية تمس صميم العقيدة، وتتطلب توضيحا وتفنيدا علميا، لتبيان حدود التعايش المشروع في الإسلام، والتفرقة بين التسامح مع المخالف، وبين الترويج لفكرة تساوي الأديان، وهي الفكرة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى طمس معالم الدين، وزعزعة ثوابت الأمة، وتشويش المفاهيم لدى الأجيال الناشئة.
ما هي التعددية الدينية؟ ولماذا تُعد خطيرة من منظور العقيدة الإسلامية؟
تعريف التعددية الدينية ومضامينها العقدية
تعرف التعددية الدينية بأنها رؤية فكرية وفلسفية تقوم على مبدأ الإقرار بوجود طرق متعددة ومتساوية للوصول إلى الحقيقة المطلقة أو الإله، وتفضي هذه الفكرة إلى اعتبار الأديان جميعا، على اختلافها وتناقضها، طرقا مشروعة ومتساوية في القيمة والمصداقية. وبمعنى آخر، فإن التعددية الدينية لا تقتصر على احترام وجود المعتقدات المختلفة، بل تتعدى ذلك إلى التسوية بينها من حيث الصحة والقبول، مما يعني ضمنا الاعتراف بصحة العقائد المنحرفة والديانات المحرفة، ووضعها على قدم المساواة مع الإسلام، دين الحق والتوحيد.
ويجب التفريق هنا بين "التسامح الديني" الذي يدعو إلى المعاملة الحسنة واحترام الإنسان لذاته بغض النظر عن دينه، وهو ما لا يعارضه الإسلام، وبين "التعددية الدينية" التي تتبنى مفهوما عقائديا يشرعن التساوي بين الأديان في مصدرها وغايتها، وهو ما يناقض أسس العقيدة الإسلامية.
التعددية في ميزان الشريعة الإسلامية
من المقرر في الشريعة الإسلامية أن الدين المقبول عند الله تعالى، بعد بعثة النبي محمد ﷺ، هو الإسلام وحده، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]،
وقال تعالى كذلك:
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85].
فهذه الآيات الكريمة تؤكد بشكل قاطع أن الإسلام هو الدين الحق، وأن ما سواه من العقائد، سواء كانت محرفة أو باطلة من أصلها، لا يرضي الله تعالى ولا يعد طريقا مشروعا للهداية. وبناءا عليه، فإن الدعوة إلى التعددية الدينية، أو الترويج لفكرة تساوي الأديان، يعد انحرافا خطيرا عن جوهر العقيدة الإسلامية، لأنه يفتح الباب أمام التشويش العقائدي، ويضعف الولاء لدين الحق، ويفسد التصور الصحيح عن الرسالات السماوية.
ومن هنا، فإن التعددية الدينية لا تعتبر فقط مفهوما خاطئا، بل هي خطر يهدد وحدة الأمة العقائدية، ويخلط بين الحق والباطل، ويمهد لتشويه الهوية الإسلامية باسم التسامح والانفتاح، في حين أن الإسلام نفسه قد قرر ضوابط واضحة للتعامل مع أتباع الديانات الأخرى، من غير أن يفرط في الثوابت أو يساوم على الحقيقة.
بناء معابد لغير المسلمين في بلاد الإسلام... إقرار بالباطل أم تساهل حضاري مغلوط؟
الموقف الشرعي من إقامة دور العبادة لغير المسلمين داخل بلاد الإسلام
من المسائل العقدية التي تثير كثيرا من الجدل في العصر الحديث قضية بناء المعابد لغير المسلمين داخل بلاد المسلمين، وخصوصا في ظل الدعوات المتكررة للتسامح الديني والانفتاح الحضاري. ويروج البعض لفكرة أن السماح ببناء الكنائس أو المعابد الوثنية يعد مظهرا من مظاهر التسامح والتمدن والتحضر، غير أن هذه الفكرة تحتاج إلى ضبط دقيق من منظور الشريعة الإسلامية، التي جعلت التوحيد غايتها العظمى، وحاربت كل ما ينافيه أو يضعف من أثره.
فمن المعلوم أن الإسلام، وهو الدين الخاتم، جاء ليعلي من شأن التوحيد وينفي عنه كل مظاهر الشرك والضلال. ولذلك، فإن إقامة دور لعبادة غير الله داخل بلاد الإسلام لا تعد مجرد مسألة تنظيمية أو سياسية، بل هي قضية تمس جوهر العقيدة. وقد أجمعت طائفة كبيرة من العلماء على أن بناء معابد الشرك في ديار الإسلام لا يجوز شرعا، لما فيه من تمكين للكفر، وإعانة على نشر الضلال، وترويج لعقائد تهدم أصل الدين، وهو توحيد الله الخالص.
إن السماح بإنشاء معابد لغير المسلمين ليس موقفا محايدا، بل يعد – من الناحية العقدية – نوعا من الإقرار الضمني بوجود شرعية لتلك العقائد، وهو أمر لا يتوافق مع رسالة الإسلام، التي بعث بها النبي محمد ﷺ رحمة للعالمين، هاديا إلى الحق، ومبشرا بدين التوحيد الخالص.
الآثار العقائدية والاجتماعية لبناء معابد غير إسلامية في بلاد المسلمين
تتجاوز خطورة بناء دور العبادة غير الإسلامية في بلاد المسلمين مجرد الجانب الفقهي أو السياسي، لتطال البنية العقدية للمجتمع الإسلامي، خاصة في ظل غياب الوعي العقدي لدى فئات من الناس، وضعف التمكين للتربية الإسلامية في أوساط النشء. ومن أبرز هذه الآثار:
- تشويش المفاهيم العقائدية لدى المسلمين، وخصوصا الأجيال الناشئة، الذين قد ينشؤون في بيئة تحتفي بوجود مظاهر شركية وتعتبرها أمرا طبيعيا، مما يضعف في نفوسهم مكانة التوحيد، ويجعلهم أكثر عرضة للانفتاح غير المنضبط على الديانات الباطلة.
- فتح المجال أمام الترويج للانحرافات الدينية، حيث تصبح المعابد مراكز دعوية لدعوات باطلة، تتسلل من خلالها عقائد محرفة، فيفسد بذلك صفاء الدين في عقول الناس.
- تقويض رمزية التوحيد في بلاد الإسلام، فبدل أن تكون مجتمعات المسلمين شاهدة على الحق ورافضة للباطل، تصبح موطئا للاعتراف بمظاهر الشرك على أنها جزء من المشهد الحضاري العام.
وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:
{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]،
والنجاسة هنا معنوية، تتعلق بعقيدتهم ومعتقداتهم، وهذا الوصف القرآني لا ينسجم بحال من الأحوال مع فتح أبواب الأرض الإسلامية لبناء معابد يجهر فيها بما يخالف توحيد الله، ويعطى فيها الباطل غطاءا رسميا أو شرعيا.
وبناءا عليه، فإن اعتبار بناء معابد لغير المسلمين نوعا من التسامح الحضاري هو تساهل مغلوط، لا يعبر عن روح الإسلام، وإنما يُمثل تراجعًا عن الثوابت الشرعية، واستجابة لضغوط فكرية خارجية تلبس الباطل لبوس القيم الحديثة.
الإسلام ورفض الاعتراف بشرعية الأديان المحرفة والمنسوخة
الأديان بعد بعثة النبي محمد ﷺ: نهاية شرعية الأديان السابقة
بعد بعثة النبي محمد ﷺ، أصبح الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله لعباده، وأصبح كل دين آخر بعد هذه البعثة غير مقبول عند الله، مهما كانت شرعيته في زمنه. جاء في القرآن الكريم:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85].
هذه الآية الكريمة تعد من أقوى الأدلة على بطلان أي دين آخر بعد بعثة النبي ﷺ. فالإسلام، كدين خاتم، لا يقبل سوى نفسه كطريق للحق والخلاص، ولا يعترف بأي من الأديان التي كانت قائمة قبله، حتى وإن كان لها تاريخها الديني الخاص بها.
ومن خلال هذه الآية وغيرها من النصوص القرآنية، يتضح أن الإسلام ليس مجرد دين آخر يمكن قبوله إلى جانب الأديان الأخرى، بل هو الدين الذي أتم الله به الرسالات السماوية وأكمل به الدين. فكل دين جاء قبل الإسلام قد شهد عليه بالتحريف والنسخ بعد بعثة النبي محمد ﷺ، ولا يقبل بعد ذلك الاعتراف به أو اعتباره معادلا للإسلام في الصحة أو الشرعية.
لا اعتراف بشرعية الأديان الباطلة: التحريف والتبديل في الأديان السابقة
إحدى القضايا الجوهرية في الإسلام هي رفض الاعتراف بالأديان المحرفة كاليهودية والنصرانية، خاصة بعد أن تم تحريف كتبهم السماوية وتبديل أحكامهم. رغم أن الإسلام يقر بوجود أنبياء ورسالات سابقة، إلا أنه لا يعترف شرعا بتلك الأديان بعد أن أصابها التحريف، بما في ذلك تحريف التوراة والإنجيل.
فإن الاعتراف بأن الأديان المحرفة، مثل اليهودية والنصرانية، صالحة أو مساوية للإسلام هو أمر مخالف لما جاء في القرآن والسنة النبوية وإجماع الأمة الإسلامية. وهو ناقض خطير للعقيدة الإسلامية، ويعتبر بمثابة تهديد لسلامة التوحيد. هذا الموقف لا يعني التنكر لأتباع هذه الأديان في إطار المعاملة الإنسانية، بل هو يتعلق بحقيقة أن عقيدتهم بعد تحريفها لم تعد تمثل دينا معتمدا في نظر الله تعالى.
وإذا وقع المسلم في هذا الاعتراف، فذلك يعد إما جهلا أو تأويلا خاطئا لأحكام الدين، وفي كلتا الحالتين، يشكل ذلك خللا في التصور العقائدي قد يؤدي إلى التراخي في الدفاع عن دين الله الحق. وأوضح مثال على ذلك هو قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161]،
في إشارة إلى أن من مات على غير الإسلام بعد بعثة النبي ﷺ لن يقبل منهم أي دين آخر.
مسؤولية الأمة تجاه أفكار التعددية الدينية
واجب حماية التوحيد من التشويه:
أمة الإسلام، بما تحمله من رسالة خالدة وعقيدة نقية، تتحمل مسؤولية عظيمة في حماية دينها من كل ما يهدد نقائه وصحة مفاهيمه. ومن أبرز التهديدات التي تلوح في الأفق في العصر الحديث ما يتعلق بـ"التعددية الدينية"، وهي الدعوة التي تهدف إلى الترويج لفكرة أن جميع الأديان تؤدي إلى الله، وبالتالي التساوي بينها في قيمتها وصدقها.
تعتبر هذه الدعوات من أخطر التحديات التي تواجه العقيدة الإسلامية، حيث أن الإسلام يدعو إلى التوحيد الخالص، ويرفض تساوي الأديان في الحق. من بين هذه التهديدات المعاصرة:
- الترويج لفكرة أن جميع الأديان تؤدي إلى الله، وهو ما يتعارض مع ما قرره الإسلام من أن الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام، كما جاء في قوله تعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19].
- إقامة المؤتمرات التي تجمع "الديانات الإبراهيمية" تحت شعار مشترك، حيث يتم الترويج للفكرة الباطلة التي تقول إن هناك أساسا واحدا مشتركا بين اليهودية والمسيحية والإسلام، وهو ما يعد محاولة لتقليص الفوارق الجوهرية بين هذه الأديان التي تعصف بالأسس العقدية للإسلام.
- السماح ببناء دور عبادة لغير المسلمين في بلاد الإسلام تحت شعارات مثل "التسامح" أو "التعايش"، وهي دعوات تحمل في طياتها خلطا بين الحق والباطل، ولا تلتزم بالضوابط الشرعية التي ترفض إعطاء الشرعية لمظاهر الشرك في أرض الإسلام.
إن تصدي الأمة لهذه الأفكار المضللة هو واجب شرعي، يتطلب يقظة فكرية وعقائدية من كل فرد من أفراد الأمة.
ضرورة التصدي بالفكر والعلم والبصيرة:
لا يمكن محاربة هذه الأفكار الضارة والتضليل إلا من خلال التصدي الفكري والعلمي السليم، الذي لا يعتمد فقط على القوة أو الردود السريعة، بل يتطلب الوعي العميق والتربية الدينية السليمة لتوضيح خطر التعددية الدينية على وحدة الأمة وصحة عقيدتها. من أبرز أدوات التصدي:
- التوعية الدينية والتربوية بخطر التعددية الدينية وأثرها على عقيدة المسلمين، وتوجيه الأجيال الناشئة نحو فهم عميق لمفاهيم التوحيد والشرع.
- تصحيح المفاهيم المغلوطة حول التسامح الديني والتعايش، وتبيين أن التسامح الذي يدعو إليه الإسلام هو تسامح في التعامل مع الناس، وليس مساواة في العقائد، حيث لا يمكن للإسلام أن يعترف بشرعية الأديان المخالفة.
- التمسك بالثوابت الشرعية في التعامل مع أتباع الأديان الأخرى، ووضوح الحدود التي يجب أن تحترم في إطار العلاقات الإنسانية.
وقد جاءت الآية الكريمة لتوضح هذه الحقيقة:
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ...} [التوبة: 29]،
الآية التي تؤكد على أن الإسلام لا يقبل سوى الإيمان الكامل بالله وحده واليوم الآخر، ولا يمكن أن يكون لغير ذلك مكان في المجتمعات الإسلامية.
ومن هنا، تتحمل الأمة مسؤولية كبيرة في التصدي لهذه الأفكار من خلال التعلم المستمر والتمسك بالثوابت الشرعية، التي تحافظ على نقاء العقيدة الإسلامية وتحميها من التلاعب والتشويه.
خاتمة: بين الحفاظ على الثوابت ومراعاة الواقع
إن الدعوات المتكررة لقبول التعددية الدينية داخل المجتمعات الإسلامية ليست مجرد أفكار عابرة، بل هي أجندات فكرية وسياسية تسعى، في الحقيقة، إلى إضعاف عقيدة الأمة الإسلامية وتشويه ثوابتها الراسخة. لا شك أن هذه الدعوات تروج لفكرة تساوي الأديان، وهو أمر يتناقض جوهريا مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، من أن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول عند الله، وأنه لا يمكن اعتبار أي دين آخر منافسا أو مكافئا له في قيمته وحقيقته.
إن الإسلام لا يمنع العدل في التعامل مع غير المسلمين، بل يأمر به، ويحث على التعامل الحسن معهم بما يضمن حقوقهم ويحفظ كرامتهم. ومع ذلك، فإن هذا العدل لا يعني المساواة بين الأديان أو الإقرار بشرعية الأديان الباطلة، بل هو موقف يدعو إلى التعايش السلمي وحسن المعاملة دون التفريط في التوحيد الخالص. الإسلام لا يساوم على جوهر عقيدته ولا يقر الباطل تحت أي مسمى أو ظرف.
وفي خضم هذه الفتن الفكرية والدينية التي تزداد حدتها في العصر الحالي، يجب على كل مسلم أن يكون حريصا على تمسكه بعقيدته، وأن يدرك أن الحق الذي جاء به النبي محمد ﷺ هو الحق الثابت الذي لا يقبل المساومة أو التنازل. وفي هذا الإطار، يتعين على المسلم أن:
- يعتز بعقيدته ويشعر بالمسؤولية تجاه الحفاظ عليها وحمايتها من أي محاولة للتشويه أو التمييع.
- ينشر التوحيد ويدعو إليه بوعي وبصيرة، مع الحرص على تبين الحقائق الشرعية للأجيال القادمة.
- يرفض كل محاولات شرعنة الأديان الباطلة في بلاد الإسلام، ويعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد تروج لهذه الأفكار من خلال العلم والوعي الشرعي.
في النهاية، تبقى ثوابت الدين الإسلامي هي الأساس الذي يجب أن تبنى عليه العلاقات الفكرية والدينية في المجتمعات الإسلامية، مهما تباينت الضغوط والأفكار الخارجية. يبقى الإسلام هو السبيل الصحيح والوحيد الذي يقود الأمة إلى السعادة في الدنيا والآخرة.