إسلاميا خطورة التعلق بالنجوم والأبراج على الإيمان

التعلق بالنجوم والأبراج والطالع  خطره وأثره على العقيدة بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا مح…

إسلاميا خطورة التعلق بالنجوم والأبراج على الإيمان
المؤلف عمرنا
تاريخ النشر
آخر تحديث

التعلق بالنجوم والأبراج والطالع 

خطره وأثره على العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فقد اطلعت على مقال نشر في عدد من الصحف المحلية والعالمية، يتضمن إشادة ببعض مظاهر الجاهلية القديمة، مثل التعلق بالأبراج والنجوم واعتقاد البعض في الحظ والطالع، بل ودعوة صريحة إلى العودة لهذه الممارسات الضالة. وفي هذه العجالة، أرى من واجبي أن أبين الحق في هذه القضية، وألفت النظر إلى ما تضمنه هذا المقال من أفكار باطلة لا تمت بصلة إلى تعاليم الإسلام السمحة، بل تتعارض معها بشكل مباشر.

إن تعظيم النجوم والأبراج والاعتقاد بما يسمى "الحظ" والطالع ليس سوى من الخرافات التي كان الناس في الجاهلية يعتقدون فيها، ويحسبون أن هذه الممارسات تعطيهم القوة أو تعينهم على اتخاذ قرارات حياتية مصيرية. وفي الوقت الذي نشهد فيه تقدما علميا هائلا في جميع المجالات، يجب أن نتنبه إلى خطورة العودة لهذه المعتقدات الباطلة التي لا تقوم على أساس علمي أو شرعي. فالإسلام نهانا عن مثل هذه الممارسات وأكد على أن التوكل على الله وحده هو السبيل إلى النجاح والتوفيق، وأن كل شيء في هذه الدنيا هو بتقدير الله سبحانه وتعالى، لا بما يزعمه البعض من تأثيرات النجوم أو الأبراج.

لذا، كان من الضروري أن نبين أن مثل هذه المقالات تروج لأفكار خاطئة تتناقض مع العقيدة الإسلامية وتحد من قدرة المسلمين على التفكير بعقلانية وعلى أساس من الإيمان بالقضاء والقدر، وهو ما ينبغي أن يكون أساس حياتنا وقراراتنا.

في هذا السياق، يبرز دورنا في تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة وتوضيح أن الإسلام قد حسم هذه الأمور بحسم، وأوضح أن الاعتماد على الله في جميع أمورنا هو المصدر الأساسي للطمأنينة والنجاح، بعيدا عن التعلق بما لا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا.

خطر التعلق بالنجوم والأبراج

يعد التعلق بعلم النجوم والطالع، والاعتقاد بالأبراج والحظ من الممارسات التي كانت سائدة في الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الناس يعتمدون على هذه الوسائل لتوجيه حياتهم واتخاذ قراراتهم، معتقدين أن النجوم والأبراج لها تأثير قوي على مصائرهم وأقدارهم. وقد اعتادوا على الاستشارة بهذه الأمور في شؤونهم الشخصية والاجتماعية، ظنا منهم أنها تكشف لهم عن المستقبل وتحدد مسار حياتهم.

لكن الإسلام، الذي جاء بنور الله وهداه للبشرية جمعاء، حرص على إبطال هذه المعتقدات وتوضيح خطورتها على العقيدة الإسلامية. فقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن هذه الممارسات تتناقض تماما مع توحيد الله تعالى وتؤدي إلى التعلق بغيره. إن التعلق بالأبراج والنجوم لا يعدو أن يكون نوعا من الشرك الخفي، الذي يعبر عن اعتقاد بأن هناك قوى أخرى تؤثر في حياة الإنسان بعيدا عن إرادة الله سبحانه وتعالى، وهو ما ينافي تماما مبدأ التوكل على الله وحسن الظن به.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الخرافات، وقال في الحديث الشريف: "من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد"، وهذا يوضح بجلاء خطر هذه الممارسات وضررها على إيمان المسلم، حيث يمكن أن تؤدي به إلى التعلق بقوى خفية وترك الاعتماد على الله عز وجل في كل شؤون حياته.

إذن، تبرز ضرورة التنبيه إلى هذا الخطر الكبير الذي يهدد العقيدة ويشوش على الفطرة السليمة، ويجب على المسلمين أن يتحلوا بالوعي الكافي لنبذ هذه الممارسات، والتمسك بتعاليم دينهم التي تعزز الثقة في الله تعالى وحده، وتبتعد عن كل ما قد يساهم في إضعاف هذه الثقة أو ينحرف بها عن الطريق الصحيح.

ما هو علم النجوم والطالع؟

علم النجوم والطالع هو مجموعة من المعتقدات والممارسات التي تعتقد أن النجوم والكواكب تؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان ومصيره. يعتمد هذا العلم على قراءة الأبراج وتفسير الحظ استنادا إلى المواقع الفلكية للنجوم والكواكب في السماء في وقت معين من السنة، كما يتم تحديد التنبؤات الشخصية للأفراد بناءا على هذا التوزيع الفلكي. يعتقد بعض الناس أن حركة النجوم والكواكب قد تؤثر على القرارات اليومية، مثل اختيار الوقت المناسب للزواج، أو بدء مشروع تجاري، أو اتخاذ قرارات مصيرية أخرى.

إلى جانب الأبراج، تشمل هذه الممارسات أيضا العديد من الخرافات الأخرى مثل قراءة الكف والفنجان، وهي أدوات كانت تستخدم في الجاهلية للتنبؤ بالمستقبل أو تقديم الإرشادات بشأن الأحداث القادمة في حياة الإنسان.

من الجدير بالذكر أن علم النجوم والطالع كان شائعا في المجتمعات الجاهلية، حيث كان الناس يعتقدون أن النجوم تتحكم في مجريات حياتهم وأن تحركاتها وتغيراتها تمنحهم إشارات ودلالات عن الأحداث المستقبلية. وكان يتم تصنيف الأشخاص حسب أبراجهم الفلكية، ويعتقد أن صفاتهم الشخصية وتصرفاتهم تتأثر بتلك الأبراج.

لكن الإسلام جاء ليبطل هذه الممارسات، ويؤكد على أن الإنسان يجب أن يضع ثقته كاملة في الله تعالى، وأنه لا يمكن لأي قوة أخرى، سواء كانت النجوم أو الكواكب، أن تتحكم في مصيره أو تؤثر على قراراته. بل إن كل شيء في الحياة هو بتقدير الله سبحانه وتعالى، ولا يجب على المسلم أن يضع ثقته في أي شيء سوى الله، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: 

"وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (التكوير: 29).

إذن، فإن التعلق بعلم النجوم والطالع، وما يرتبط به من ممارسات مثل قراءة الأبراج والكف والفنجان، يتناقض مع العقيدة الإسلامية ويعرض المسلم لخطر الانحراف عن التوحيد، الذي هو أساس الدين.

حكم التعلق بالنجوم والأبراج في الإسلام

يعد التعلق بالنجوم والأبراج من الممارسات التي تتناقض مع جوهر العقيدة الإسلامية، ويشكل خطرا على إيمان المسلم إذا ما تم التعلق بها أو الاعتقاد في تأثيرها على حياة الإنسان. فقد جاء الإسلام ليبطل كل المعتقدات التي كانت سائدة في الجاهلية والتي تعتمد على قوى غير الله في تحديد مصير الإنسان، وأكد على أن التوكل على الله وحده هو السبيل لتحقيق النجاح والتوفيق.
  • الشرك بالله: من المعلوم أن الإسلام هو دين التوحيد، ويحرم أي نوع من التعلق بغير الله أو الإيمان بوجود قوى أخرى تؤثر في حياتنا بخلاف مشيئة الله تعالى. التعلق بعلم النجوم والأبراج يتضمن نوعا من الشرك بالله، إذ يعتقد البعض أن النجوم والكواكب لها قوة تؤثر في مصير الإنسان وتحدد له مستقبله. وهذا الاعتقاد يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تأمر بالاعتماد الكامل على الله والتوكل عليه في كل الأمور.
وقد حذر النبي ﷺ من هذه الأعمال التي تفضي إلى الشرك بالله، حيث قال في حديثه الشريف: 

"من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" (رواه أبو داود). 

هذا الحديث يدل على خطورة التعلق بالأبراج والنجوم، ويبين أنه من خلال الانشغال بهذه المارسات، يدخل الإنسان في دائرة الشرك ويبتعد عن الطريق الصحيح الذي دعا إليه الإسلام.
  • السحر والشعوذة: في الحديث النبوي الشريف، ربط النبي ﷺ التعلق بالنجوم والأبراج بالسحر، وهو أحد أشكال الشرك بالله. فقد بين النبي ﷺ أن من أقبل على السحر فقد وقع في شرك بالله تعالى، حيث قال:  "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك" (رواه النسائي).
وبذلك، يوضح الحديث أن السحر، الذي يشمل التعلق بالنجوم والأبراج، هو أحد ألوان الشرك التي تبعد المسلم عن توحيد الله وتجعله يتعامل مع قوى خفية لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى. ومن هنا، يعتبر التعلق بهذه الممارسات أمرا محرمً في الإسلام ويشكل تهديدا للعقيدة، حيث يؤدي إلى إضعاف الإيمان بقضاء الله وقدره.

الأدلة الشرعية على تحريمه

تتعدد الأدلة الشرعية التي تحرم التعلق بالنجوم والأبراج وتدين مثل هذه الممارسات التي تروج للخرافات والشرك، وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحذير واضح من التعامل مع العرافين والكهنة والتنجيم. هذه الممارسات تتنافى مع التوحيد الذي يدعو إليه الإسلام، وتحول دون التوكل الكامل على الله عز وجل.
  • حديث النبي ﷺ عن العرافين: قد ورد في الحديث الصحيح عن بعض أزواج النبي ﷺ أنه قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" (رواه مسلم). هذا الحديث الشريف يبين بوضوح أن الذهاب إلى العرافين وطلب منهم معرفة الغيب، سواء كان ذلك عن طريق النجوم أو الأبراج أو أي وسيلة أخرى، يعد من المحرمات التي تؤثر على صحة الصلاة والعبادة، وتعرض صاحبها لابتعاد عن الله وعن القبول في الصلاة، مما يدل على مدى خطورة هذه الممارسات على العلاقة بين المسلم وربه.
  • التحذير من الكهانة والتنجيم: وفي حديث آخر، قال النبي ﷺ: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" (رواه أهل السنن الأربع). وهذا الحديث يوضح أن من يصدق الكهنة الذين يدعون علم الغيب أو يستندون إلى النجوم والأبراج في تفسير الأحداث، فقد وقع في الكفر بما جاء به النبي ﷺ من الوحي، ويعتبر من الذين أخلوا بالتوحيد واعتمدوا على الخرافات في مسيرتهم الحياتية.
  • التحذير من الطيرة والكهانة: عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له" (رواه البزار). هذا الحديث يتضمن تحذيرا شديدا من الطيرة (التشاؤم)، والتنجيم (الكهانة)، والسحر. ففيه بيان أن المسلم لا يجب أن ينجرف وراء هذه الممارسات التي تتنافى مع توحيد الله، بل يجب عليه أن يثق بقضاء الله وقدره ولا يتأثر بأي خرافة تدعي معرفة المستقبل أو التأثير على مصيره.
تؤكد هذه الأدلة الشرعية على أن التعلق بالنجوم والأبراج، واتباع الكهنة والعرافين، وصدقتهم بما يقولون، هو من الأمور المحرمة في الإسلام. فهي تفتح بابا واسعا للشرك بالله وتفقد المسلم قدرته على التوكل على الله في جميع شؤونه. وبذلك، يجب على المسلم أن يلتزم بتعاليم دينه، ويبتعد عن كل ما قد يضعف إيمانه أو يخرج به عن التوحيد.

تأثير هذه الممارسات على العقيدة

يعد التعلق بعلم النجوم والطالع من الممارسات التي تؤثر بشكل كبير على عقيدة المسلم، إذ يؤدي هذا التعلق إلى تقوية الاعتقاد في وجود قوى مؤثرة غير الله سبحانه وتعالى. عندما يعتقد المسلم أن النجوم والأبراج أو الطالع يمكن أن تؤثر على مستقبله أو توجهه في اتخاذ القرارات، فإنه يفتح المجال لتقديس هذه القوى ويمنحها تأثيرا غير مبرر، مما يؤدي إلى تقليل اعتماده الكامل على الله في حياته.
  • تقوية الاعتقاد في قوى أخرى غير الله: الاعتقاد بأن النجوم والكواكب والأبراج قادرة على تحديد مصير الإنسان أو التنبؤ بمستقبله يعزز الإيمان بوجود قوى خارج إرادة الله تعالى، وهي فكرة تتعارض مع أصول العقيدة الإسلامية. الإسلام يعلّم المسلمين أن الله وحده هو الذي يقدر ويرزق، وأنه لا مؤثر سواه في الكون، كما قال سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الأنعام: 65). عندما يعتقد المسلم بأن الأبراج أو الطالع يمكن أن تؤثر في حياته، فإنه بذلك يضع قوى غير الله في موضع التأثير، مما يضعف إيمانه بتوحيد الله وقدرته المطلقة.
  • وقوع المسلم في شرك خفي: التعلق بعلم النجوم والطالع قد يؤدي إلى نوع من الشرك الخفي، حيث أن الشخص قد يبدأ في الاعتماد على هذه القوى بدلا من الاعتماد على الله في تدبير شؤون حياته. وهذا التعلق قد يكون خفيا لأنه لا يظهر بشكل واضح كما في الشرك الأكبر، لكنه يشكل خطرا على التوحيد لأن المسلم قد يضع ثقته في النجوم والكواكب بدلا من إيمان مطلق بالله. النبي ﷺ حذر من هذا النوع من الشرك في العديد من الأحاديث، مثل قوله: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" (رواه مسلم).
  • الابتعاد عن التوحيد الكامل: عندما يضع المسلم ثقته في النجوم والأبراج أو في التنجيم والتنبؤات المستقبلية، فإنه بذلك يبتعد عن التوحيد الكامل لله سبحانه وتعالى. الإسلام يعزز في النفس البشرية الإيمان بأن كل شيء في الحياة هو بتقدير الله، وأنه لا يحدث شيء في الكون إلا بتدبيره ورعايته. بالتالي، فإن التعلق بأي شيء آخر يهدد هذا المبدأ ويؤثر في الإيمان بالقضاء والقدر.
تؤدي هذه الممارسات إلى تغييرات جوهرية في عقيدة المسلم، حيث تضعف توحيده وتجعله يعتمد على قوى خفية أو غير مرئية بدلاً من الاعتماد على الله وحده. لذا، فإن التحذير من هذه الممارسات في الإسلام ليس فقط لحماية الشخص من التأثر بالخرافات، بل أيضا لحماية قلبه وعقيدته من الانحراف عن التوحيد الكامل لله تعالى.

علم الغيب: لا يعلمه إلا الله

يعد علم الغيب من خصائص الله تعالى التي لا يشارك فيها أحد من خلقه، وهو أمر حسمه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشكل قاطع. في الإسلام، يعتبر الاعتقاد بأن أي مخلوق يمكنه معرفة الغيب أو التنبؤ بالمستقبل من الأمور المحرمة التي تتناقض مع عقيدة التوحيد.
  • علم الغيب من اختصاص الله تعالى: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل: 65). هذه الآية الكريمة تبين بوضوح أن علم الغيب هو أمر خاص بالله عز وجل، وأنه لا يمكن لأي شخص أو مخلوق أن يعلم ما سيكون في المستقبل أو ما يخفى في السماوات والأرض، إلا إذا أطلعه الله على ذلك. وبالتالي، فإن من يعتقد أو يدعي امتلاك علم الغيب يعتقد في شيء مخالف لما جاء به القرآن الكريم، ويعرض نفسه للوقوع في التعدي على خصائص الله المطلقة.
  • التعدي على خصائص الله: من يدعي معرفة الغيب أو يصدق من يدعي ذلك، فإنه ينسب إلى نفسه أو إلى غيره علما لا يملكه إلا الله، وهذا يعد من التعدي على خصائص الله وحده. قد يكون هذا التصرف نوعا من الشرك بالله، ويؤدي إلى التبعية للأشخاص الذين يدعون القدرة على التنبؤ بالغيب، مثل العرافين والكهنة. وقد ربط النبي ﷺ بين هذا النوع من الادعاء بالكفر، حيث قال في الحديث الشريف: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما" (رواه مسلم)، مما يدل على خطورة هذا الاعتقاد في ضياع العبادة والطهارة الدينية.
  • خطر تصديق من يدعي علم الغيب: الاعتقاد بأن هناك من يمتلك علم الغيب أو يمكنه التنبؤ بالمستقبل، سواء كان ذلك من خلال الأبراج أو التنجيم أو غيرها من الطرق، يعد من أكبر الأخطار التي تهدد التوحيد. حيث إن تصديق هذه الادعاءات يعكس نوعا من الشك في قدرة الله وعلمه المطلق. إن هذا التصديق يعني التعلق بأوهام لا أساس لها، ويقود إلى تبعية غير مشروعة لأشخاص أو قوى خفية تروج لهذه الأكاذيب.
علم الغيب هو من خصائص الله تعالى وحده، ولا يجوز للإنسان أن يدعي معرفة الغيب أو يصدق من يدعيه، لأن ذلك يعارض تعاليم الإسلام ويشكل خطرا على العقيدة. المسلم يجب أن يضع ثقته في الله وحده، ويعلم أن كل شيء في هذه الحياة هو بتقدير الله تعالى، وأنه لا يمكن لأي شخص أن يعلم ما يخفيه المستقبل إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى.

نصيحة لمن يعتقد في هذه الممارسات

إن ما ورد في الشريعة الإسلامية من تحذيرات شديدة عن التعلق بالنجوم والطالع والأبراج يعد تذكيرا بالغ الأهمية لكل مسلم بضرورة تصحيح اعتقاده والابتعاد عن هذه الممارسات الخاطئة. إذا كان المسلم قد وقع في مثل هذه المعتقدات أو تماشى مع هذه الممارسات، فإن الفرصة ما زالت مفتوحة أمامه للتوبة إلى الله تعالى والاستغفار عن ما سبق منه.

  • التوبة إلى الله: على المسلم الذي وقع في التعلق بالنجوم والطالع أو تصديق الأبراج أن ينيب إلى الله تعالى بقلب مخلص، متوجها إليه بالتوبة النصوح. التوبة تكون بالندم على ما مضى من هذا الاعتقاد الفاسد، والعزم على عدم العودة إليه، والاستغفار لله تعالى، والدعاء بأن يثبت قلبه على الإيمان الصحيح. وقد بين الله تعالى في القرآن الكريم أن التوبة هي طريق العودة إلى رحمة الله: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا" (النور: 31).
  • التوكل على الله وحده: من أهم دروس الإسلام التي يجب على المسلم أن يتعلمها هو التوكل على الله وحده في كل شؤونه. التعلق بالنجوم والأبراج يتنافى مع التوحيد، إذ يجعل المسلم يعتمد على قوى غير الله في تحديد مصيره واتخاذ قراراته. يجب على المسلم أن يؤمن أن كل شيء في الحياة هو بتقدير الله ورعايته، وأنه لا يؤثر في مصيره إلا مشيئة الله. التوكل على الله يتطلب التسليم الكامل لإرادته، مع العمل بالأسباب المشروعة التي أمرنا بها في ديننا، مثل السعي والاجتهاد في العمل مع الثقة في أن الله هو من ييسر الأمور.
  • الابتعاد عن الممارسات الجاهلية: يجب على المسلم أن يبتعد عن كل الممارسات الجاهلية التي كانت منتشرة في فترات ما قبل الإسلام والتي تتناقض مع العقيدة الإسلامية السليمة. الممارسات مثل التعلق بالأبراج أو الاستشارة بالعرافين والكهنة لا تقود إلا إلى الضلال والبعيد عن الطريق الصحيح الذي أمرنا به الله ورسوله. الإسلام يحرص على بناء عقيدة سليمة قائمة على الإيمان بالله وحده، والابتعاد عن الخرافات التي لا فائدة منها.
  • الاعتماد على العلم الشرعي: من الضروري أن يستند المسلم إلى العلم الشرعي الصحيح في فهم عقيدته وممارساته الدينية، وألا يترك نفسه فريسة للمعتقدات الخاطئة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام أو المجتمعات الجاهلية. يجب عليه أن يتعلم ما جاء في الكتاب والسنة من أجل بناء إيمان قوي ومتين يستند إلى الحقائق الدينية ويبتعد عن الشبهات.
إن التعلق بالنجوم والطالع والأبراج يتناقض مع التوحيد ويؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة. لذا، يجب على المسلم أن يتوب إلى الله، ويعتمد على التوكل عليه وحده في كل أموره، ويبتعد عن هذه الممارسات الجاهلية التي تضر بإيمانه وتضعف عقيدته.

الخاتمة

إن ما نراه اليوم من تمجيد لبعض أعمال الجاهلية مثل التعلق بالنجوم والطالع يجب أن يرفض بشكل قاطع من قبل المسلمين، ويجب على كل فرد أن يعزز إيمانه بتوحيد الله سبحانه وتعالى، ويبتعد عن كل ما يؤدي إلى الشرك أو البدع التي تضل المسلم عن الطريق المستقيم.

لقد حذرنا الإسلام من هذه الممارسات التي قد تضعف العقيدة وتؤدي إلى الانحراف عن توحيد الله، وأكد على أهمية الاعتماد على الله وحده في كل شؤون حياتنا. لذلك، ينبغي على المسلم أن يسعى دائما للتعلم والتمسك بالعقيدة الصحيحة التي ترتكز على الكتاب والسنة، وأن يتجنب كل ما يخالفهما.

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الفقه في دينه، وأن يهدينا إلى الحق والصواب، وأن يثبت قلوبنا على الإيمان، وأن يوفقنا للابتعاد عن كل ما قد يضر بعقيدتنا ويبعدنا عن طاعته.

اللهم اجعلنا من الذين يعبدونك بحق، ويسيرون على صراطك المستقيم، ويحذرون من كل ما يبعدهم عنك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعليقات

عدد التعليقات : 0